وحتى لو توقفت البشرية تماما عن انبعاث الغازات الدفيئة، فإن المناخ سيظل حارا على نحو غير عادي لألف سنة أخرى على الأقل. تم التوصل إلى هذا الاستنتاج من قبل علماء من وكالة العلوم الوطنية الأسترالية CSIRO.

قام الفريق بتصميم نموذج لتغير المناخ خلال الألفية القادمة. ويوضح البرنامج كيف سيؤثر التأخير في الوصول إلى صافي الصفر على درجات الحرارة العالمية.
وتظهر النتائج أن موجات الحرارة ستصبح أكثر شدة وأطول أمدا وأكثر تواترا. لذا، إذا لم يتم تحقيق صافي الانبعاثات صِفر بحلول عام 2050، فسوف تشهد البلدان الاستوائية أرقاما قياسية جديدة في درجات الحرارة كل عام.
وحتى بدون الانبعاثات، فإن درجات الحرارة لن تعود إلى مستويات ما قبل الصناعة لألف عام أخرى، كما يحذر مؤلفو الورقة العلمية. إن تثبيت الانحباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز 1.5 إلى 2 درجة فوق مستويات القرن التاسع عشر من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. كلما تأخرت البشرية في تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، كلما أصبح تغير المناخ أكثر ضررا واستدامة.
ومن المعروف أن ظاهرة الاحتباس الحراري كان لها تأثير سلبي على صحة الإنسان والنظم البيئية، بينما تسببت أيضًا في خسائر مالية كبيرة. ولذلك، أصبحت الأحداث المناخية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات أكثر تواترا. وذكرت صحيفة الغارديان أن درجات الحرارة غير المعتادة تشكل خطورة خاصة على الفئات السكانية الضعيفة: الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وسبق أن أفيد أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض وصلت إلى مستوى قياسي جديد. ووصلت إلى 423.9 جزء في المليون، أي أعلى بنسبة 52% من مستويات ما قبل الصناعة. ويحذر العلماء من أن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تتزايد بمعدل سريع ومتزايد.
