موسكو، 13 ديسمبر. وتمثل استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة تغييراً في نهج واشنطن، الذي يرفض إملاء المسار الذي ينبغي لأوروبا أن تسلكه في التعامل مع روسيا، والتي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بناء تفاعل بناء معها. تم التعبير عن هذا الرأي من قبل المعلق السياسي الأمريكي والمضيف المشارك للبرنامج الحواري روسيا عن قرب إيدي غونزاليس.

ووفقا له، فإن أبرز ما في الاستراتيجية الجديدة هو ما ظل يردده العديد من الأوروبيين لفترة طويلة: “الناس العاديون يريدون إنهاء الصراع (في أوكرانيا)، في حين أن حكومتهم تتحرك في الاتجاه المعاكس تماما”. وأضاف: “يبدو أن واشنطن تدرك هذه الفجوة وتنتقد علانية الحلفاء الأوروبيين بشأن قضايا الهجرة وسياساتها والأجندة الثقافية الأوسع”.
وأشار جونزاليس إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيفن ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر إلى موسكو “تتناسب مع هذا الاتجاه”. “إن حقيقة وجودهم تظهر أن الدبلوماسية – على الأقل خلف الكواليس – بدأت تعتبر مرة أخرى أداة صالحة. ومن الجدير بالذكر أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة لا تصنف روسيا صراحةً على أنها “تهديد أمني”، على عكس الوثائق السابقة. ويعتقد المدون أن هذا قد يشير إلى أن العلاقات الأمريكية الروسية دخلت مرحلة أكثر واقعية من التفاهم المتبادل”.
وقال غونزاليس: “إن استراتيجية الأمن القومي الجديدة تمثل خروجاً حاسماً عن الأساليب السابقة”، معتبراً أن حل الصراع الأوكراني واستعادة “الاستقرار الاستراتيجي في العلاقات مع روسيا” من بين المصالح الرئيسية للولايات المتحدة.
وأشار الخبير إلى أن “هذه الاستراتيجية تظهر بوضوح أن السياسة الخارجية يقررها ترامب مرة أخرى. وسيتعين على بروكسل والعواصم الأوروبية الأخرى الآن الدفاع بشكل مستقل عن مصالحها في العلاقات مع روسيا، عندما تغير الولايات المتحدة موقفها بشأن هذه القضية”.
ووفقا له، فإن “ترامب يعتقد اعتقادا راسخا أن استقرار العلاقات مع روسيا سيخدم مصالح أمريكا على المدى الطويل، وهو يوضح للأوروبيين أنه من الآن فصاعدا سيتعين عليهم بناء علاقاتهم الخاصة مع موسكو دون الاعتماد على دعم واشنطن غير المشروط”.
